ذكريات الحب الأول في حياة المشاهير
صفحة 1 من اصل 1
ذكريات الحب الأول في حياة المشاهير
]size=24]علقة ساخنة لمفيد فوزي.. وحبيب يسرا يهاجر من مصر.. وعمر الشريف يحترف التمثيل[/size]
«نقل فؤادك حيث شئت من الهوى.. فما الحب الا للحبيب الأول.. كم من منزل في الأرض يألفه الفتى.. وحنينه أبدا لأول منزل».لا أحد يعلم في أي ظروف صاغ الشاعر العربي أبو تمام تلك الكلمات، إلا أن الشيء المؤكد أن تلك الكلمات صارت ومنذ أن قالها تعبيرا عن احتفاظ كل منا في ذاكرته ببعض تفاصيل الحب الاول إن لم يكن كلها في ذاكرة العمر وكثيرا ما نلجأ إليها في بعض الاوقات التي تمر علينا بفرحة أو بحزن. بيد أن تقدير الحب الاول يختلف من شخص لآخر، فالبعض يراه وهما كاذبا لا مكان له على أرض الواقع، والبعض الآخر يراه حبا من نوع خاص لكونه الأول في سجل مشاعرهم.
في عيد ميلاده الاخير وقبل وفاته بنحو عام، سألوا الاديب الراحل نجيب محفوظ عن الحب الاول في حياته وكيف يتذكره الان؟ فأجاب: «كان الحب الاول في حياتي أحد مصادر إلهامي في عملي كأديب. كانت تسكن في فيلا بحي العباسية الراقي في ذلك الوقت. وكنت أعرف أسرتها ولكن لظروف عديدة أهمها فارق السن والمستوى الاجتماعي لم يكتب لهذا الحب الاستمرار. وتزوجت هي من أحد الاطباء ومن يومها انقطعت أخبارها عني ولم أحاول أن أتتبع من جانبي مسار حياتها على الرغم من أن إحدى قريباتها كانت تسكن في ذات العمارة التي كنت أستأجر بها شقة في الاسكندرية، كما انني تقابلت وابن عمها في أحد الايام ولكنني كنت أخجل من السؤال عنها. ولا أعرف عنها شيئا الان. هل ماتت؟ هل ما زالت على قيد الحياة؟ لست أدري حتى الفيلا التي كانوا يمتلكونها تحولت إلى برج سكني كبير. وأعترف أنني عانيت كثيرا من هذا الحب وسكنني لمدة طويلة ولكن هكذا هي الحياة لقاء وفراق».
وإذا كان نجيب محفوظ تناسى قصة حبه الاول خجلا أو تقبلا للأمر الواقع، فإن الاعلامي مفيد فوزي لا ينسى حبه الاول لما حدث له من جرائه. وهو ما اعترف به قائلا: «كنا نسكن صعيد مصر وكان أبي قاسيا صارما لا يقبل بأي أخطاء، وكنت قد تعلقت حبا بابنة الجيران وأخذت أرسل لها مشاعري وأبث لها حبي حتى اكتشف أبي الأمر، فما كان منه إلا أن قام بحلق شعر رأسي كله كما لو كنت ذاهبا للجيش ومنحني علقة ساخنة ما زلت أتذكرها حتى الان. اما في ما يتعلق بالحب الاول فأعتقد أنني نسيت بعدها هذا الحب الذي كان اقوى ما يميزه نقاؤه وبراءته». وإذا كان نصيب مفيد فوزي من حبه الاول علقة ساخنة أتت على شعر رأسه، فإن الفنان عمر الشريف كان له في حياته هو الاخر حب أول كان له أثر كبير على مساره العام في ما بعد. وقد تحدث عن هذا الحب في أحد حواراته التلفزيونية واصفا إياه بحب الصبا. تعود وقائع القصة حينما كان يعيش ميشيل شلهوب، آنذاك، مع أسرته في مدينة الاسكندرية. وعندما أكمل عامه السادس عشر سافر مع والدته الى باريس وهناك التقى بفتاة وقع في حبها كما يقول من الوهلة الاولى كانت تدعى «يان مولو». وتوطدت علاقتهما، خاصة بعد معرفته بأنها تعيش هي الاخرى في مدينة الاسكندرية مع أسرتها. فاتفق معها على الزواج وبعد عودته من باريس صارح والده برغبته في الارتباط بها، فرفض الاب وكان ذلك بسبب اختلاف الديانة، وأصر على اصطحاب ابنه الى القاهرة لإبعاده عن الحبيبة. وقد اعترف عمر بأنه ظل يعاني لسنوات بسبب حبه الذي لم يكتمل الا انه كان السبب في تغيير مجرى حياته كلها.
الحب الاول أيضا كان ذكرى في حياة الفنانة سيفين سليم الشهيرة بيسرا. كان ذلك وهي بعد في سنوات الصبا من عمرها الذي عاشته مشتتة بعد انفصال أبويها. فقد قضت سنوات عمرها الاولى مع والدتها وبعد بلوغها السن القانوني ذهبت لتعيش مع والدها الذي كان شديد القسوة معها. ولهذا كان الحب الاول بالنسبة لها بمثابة طوق النجاة. كان جارا لها احبته وأحبها ببراءة كما تقول. وكانت أمها على علم بتلك العلاقة وتباركها حتى كان يوم التقت به في أحد المتنزهات لينفضح أمرهما. فما كان من الحبيب الاول الا أن طلب يدها من أبيها تأكيدا عن حسن نيته، إلا أن الاب رفض رفضا تاما، مما دفع الحبيب إلى ان يهاجر لتنتهي بذلك قصة الحب الاول ليسرا. لكن هل فعلا نسيته؟ وهل حقا ما الحب إلا للحبيب الأول؟ هل هناك من لا يتذكره بين الحين والآخر؟ لماذا نلجأ الى ذكرياتنا معه وبخاصة في اوقات الالم والشدة؟ وهل تعد ذكرياتنا مع هذا الحب خيانة لشريك الحياة؟ أسئلة كثيرة طرحناها على الدكتور ممتاز عبد الوهاب، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، الذي أجاب: «بالطبع هناك الحب الاول. فهو الذي يشعل عواطفنا في مرحلة المراهقة وهي مشاعر طبيعية. أما لماذا نتذكره دائما، فالاجابة ببساطة أن الانسان يتذكر دائما المرة الاولى في كل شيء في حياته، فأنت تذكر أول يوم في الدراسة وأول سن من أسنانك سقطت، وأول يوم في الجامعة وغيرها من الاحداث الهامة في حياتك. هذا عدا انه يكون بداخل كل منا الرغبة لتذكر تلك الاحداث وبخاصة إذا كان فيها ما يميزها أو يضفي الالفة والبهجة على نفوسنا، ونميل أكثر الى استدعاء ذكرياتنا التي نشعر معها بالدفء العاطفي كلما قست علينا أيام الحياة أو ضنت بالعاطفة علينا. فنقوم باستدعاء تلك المشاعر من هامش الشعور لنستأنس بها من وحشة الحياة». ويؤكد الدكتور عبد الوهاب أن الحب الاول ليس دائما «لعب عيال كما يردد البعض، فهناك علاقات منه تتسم بالصدق والنضج الذي قد لا نجده في علاقات الكبار في السن. ولا أتفق مع من يقولون ان ذكرياتنا عن هذا الحب خيانة لشريك الحياة. لان معنى هذا ان كل الازواج خائنون وكل الزوجات خائنات.
فإذا تحدثنا عن علاقة بريئة ربطت بين شاب وفتاة ولم يستطيعا لظروف ما إكمال علاقتهما بالزواج وتفرقا كل الى طريق وبات لكل منهما حياته لكن ظلا يذكران بعضهما ولو بين الفينة والاخرى، فهل نعتبر ذلك خيانة؟ بالطبع لا. لقد ظل النبي محمد يذكر السيدة خديجة زوجته وحبه الاول حتى بعد وفاتها بسنوات وعلى الرغم من حبه الشديد للسيدة عائشة التي فرغ صبرها في أحد الايام وتعجبت أمامه من استمرار تذكره وحبه لها، فغضب النبي وذكرها بأنها من صدقته حين كذبه الناس وأيدته حين حاربوه. إذاً فالحب الاول في حياة الانسان حقيقة وبخاصة إذا كان صادقا، فكيف نريد تجاهله؟».
اما الاديب أسامة أنور عكاشة فيقول عن الحب الاول انه «علامة في حياة كل منا. وليس شرطا أن تكون إيجابية، فقد تكون ذكرى محبطة تثير الشجون. ولكنها في النهاية ذكرى باقية في نفوسنا، غير اني لا أتفق مع الناس الذين يظلون سجناء هذا الحب رافضين ما عداه ظنا منهم أن السعادة لا تتحقق من دونهم. وهذا اعتقاد خاطئ لاننا لا نعرف المجهول، ولا نعرف مع من سنجد السعادة التي نبحث عنها».
«نقل فؤادك حيث شئت من الهوى.. فما الحب الا للحبيب الأول.. كم من منزل في الأرض يألفه الفتى.. وحنينه أبدا لأول منزل».لا أحد يعلم في أي ظروف صاغ الشاعر العربي أبو تمام تلك الكلمات، إلا أن الشيء المؤكد أن تلك الكلمات صارت ومنذ أن قالها تعبيرا عن احتفاظ كل منا في ذاكرته ببعض تفاصيل الحب الاول إن لم يكن كلها في ذاكرة العمر وكثيرا ما نلجأ إليها في بعض الاوقات التي تمر علينا بفرحة أو بحزن. بيد أن تقدير الحب الاول يختلف من شخص لآخر، فالبعض يراه وهما كاذبا لا مكان له على أرض الواقع، والبعض الآخر يراه حبا من نوع خاص لكونه الأول في سجل مشاعرهم.
في عيد ميلاده الاخير وقبل وفاته بنحو عام، سألوا الاديب الراحل نجيب محفوظ عن الحب الاول في حياته وكيف يتذكره الان؟ فأجاب: «كان الحب الاول في حياتي أحد مصادر إلهامي في عملي كأديب. كانت تسكن في فيلا بحي العباسية الراقي في ذلك الوقت. وكنت أعرف أسرتها ولكن لظروف عديدة أهمها فارق السن والمستوى الاجتماعي لم يكتب لهذا الحب الاستمرار. وتزوجت هي من أحد الاطباء ومن يومها انقطعت أخبارها عني ولم أحاول أن أتتبع من جانبي مسار حياتها على الرغم من أن إحدى قريباتها كانت تسكن في ذات العمارة التي كنت أستأجر بها شقة في الاسكندرية، كما انني تقابلت وابن عمها في أحد الايام ولكنني كنت أخجل من السؤال عنها. ولا أعرف عنها شيئا الان. هل ماتت؟ هل ما زالت على قيد الحياة؟ لست أدري حتى الفيلا التي كانوا يمتلكونها تحولت إلى برج سكني كبير. وأعترف أنني عانيت كثيرا من هذا الحب وسكنني لمدة طويلة ولكن هكذا هي الحياة لقاء وفراق».
وإذا كان نجيب محفوظ تناسى قصة حبه الاول خجلا أو تقبلا للأمر الواقع، فإن الاعلامي مفيد فوزي لا ينسى حبه الاول لما حدث له من جرائه. وهو ما اعترف به قائلا: «كنا نسكن صعيد مصر وكان أبي قاسيا صارما لا يقبل بأي أخطاء، وكنت قد تعلقت حبا بابنة الجيران وأخذت أرسل لها مشاعري وأبث لها حبي حتى اكتشف أبي الأمر، فما كان منه إلا أن قام بحلق شعر رأسي كله كما لو كنت ذاهبا للجيش ومنحني علقة ساخنة ما زلت أتذكرها حتى الان. اما في ما يتعلق بالحب الاول فأعتقد أنني نسيت بعدها هذا الحب الذي كان اقوى ما يميزه نقاؤه وبراءته». وإذا كان نصيب مفيد فوزي من حبه الاول علقة ساخنة أتت على شعر رأسه، فإن الفنان عمر الشريف كان له في حياته هو الاخر حب أول كان له أثر كبير على مساره العام في ما بعد. وقد تحدث عن هذا الحب في أحد حواراته التلفزيونية واصفا إياه بحب الصبا. تعود وقائع القصة حينما كان يعيش ميشيل شلهوب، آنذاك، مع أسرته في مدينة الاسكندرية. وعندما أكمل عامه السادس عشر سافر مع والدته الى باريس وهناك التقى بفتاة وقع في حبها كما يقول من الوهلة الاولى كانت تدعى «يان مولو». وتوطدت علاقتهما، خاصة بعد معرفته بأنها تعيش هي الاخرى في مدينة الاسكندرية مع أسرتها. فاتفق معها على الزواج وبعد عودته من باريس صارح والده برغبته في الارتباط بها، فرفض الاب وكان ذلك بسبب اختلاف الديانة، وأصر على اصطحاب ابنه الى القاهرة لإبعاده عن الحبيبة. وقد اعترف عمر بأنه ظل يعاني لسنوات بسبب حبه الذي لم يكتمل الا انه كان السبب في تغيير مجرى حياته كلها.
الحب الاول أيضا كان ذكرى في حياة الفنانة سيفين سليم الشهيرة بيسرا. كان ذلك وهي بعد في سنوات الصبا من عمرها الذي عاشته مشتتة بعد انفصال أبويها. فقد قضت سنوات عمرها الاولى مع والدتها وبعد بلوغها السن القانوني ذهبت لتعيش مع والدها الذي كان شديد القسوة معها. ولهذا كان الحب الاول بالنسبة لها بمثابة طوق النجاة. كان جارا لها احبته وأحبها ببراءة كما تقول. وكانت أمها على علم بتلك العلاقة وتباركها حتى كان يوم التقت به في أحد المتنزهات لينفضح أمرهما. فما كان من الحبيب الاول الا أن طلب يدها من أبيها تأكيدا عن حسن نيته، إلا أن الاب رفض رفضا تاما، مما دفع الحبيب إلى ان يهاجر لتنتهي بذلك قصة الحب الاول ليسرا. لكن هل فعلا نسيته؟ وهل حقا ما الحب إلا للحبيب الأول؟ هل هناك من لا يتذكره بين الحين والآخر؟ لماذا نلجأ الى ذكرياتنا معه وبخاصة في اوقات الالم والشدة؟ وهل تعد ذكرياتنا مع هذا الحب خيانة لشريك الحياة؟ أسئلة كثيرة طرحناها على الدكتور ممتاز عبد الوهاب، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، الذي أجاب: «بالطبع هناك الحب الاول. فهو الذي يشعل عواطفنا في مرحلة المراهقة وهي مشاعر طبيعية. أما لماذا نتذكره دائما، فالاجابة ببساطة أن الانسان يتذكر دائما المرة الاولى في كل شيء في حياته، فأنت تذكر أول يوم في الدراسة وأول سن من أسنانك سقطت، وأول يوم في الجامعة وغيرها من الاحداث الهامة في حياتك. هذا عدا انه يكون بداخل كل منا الرغبة لتذكر تلك الاحداث وبخاصة إذا كان فيها ما يميزها أو يضفي الالفة والبهجة على نفوسنا، ونميل أكثر الى استدعاء ذكرياتنا التي نشعر معها بالدفء العاطفي كلما قست علينا أيام الحياة أو ضنت بالعاطفة علينا. فنقوم باستدعاء تلك المشاعر من هامش الشعور لنستأنس بها من وحشة الحياة». ويؤكد الدكتور عبد الوهاب أن الحب الاول ليس دائما «لعب عيال كما يردد البعض، فهناك علاقات منه تتسم بالصدق والنضج الذي قد لا نجده في علاقات الكبار في السن. ولا أتفق مع من يقولون ان ذكرياتنا عن هذا الحب خيانة لشريك الحياة. لان معنى هذا ان كل الازواج خائنون وكل الزوجات خائنات.
فإذا تحدثنا عن علاقة بريئة ربطت بين شاب وفتاة ولم يستطيعا لظروف ما إكمال علاقتهما بالزواج وتفرقا كل الى طريق وبات لكل منهما حياته لكن ظلا يذكران بعضهما ولو بين الفينة والاخرى، فهل نعتبر ذلك خيانة؟ بالطبع لا. لقد ظل النبي محمد يذكر السيدة خديجة زوجته وحبه الاول حتى بعد وفاتها بسنوات وعلى الرغم من حبه الشديد للسيدة عائشة التي فرغ صبرها في أحد الايام وتعجبت أمامه من استمرار تذكره وحبه لها، فغضب النبي وذكرها بأنها من صدقته حين كذبه الناس وأيدته حين حاربوه. إذاً فالحب الاول في حياة الانسان حقيقة وبخاصة إذا كان صادقا، فكيف نريد تجاهله؟».
اما الاديب أسامة أنور عكاشة فيقول عن الحب الاول انه «علامة في حياة كل منا. وليس شرطا أن تكون إيجابية، فقد تكون ذكرى محبطة تثير الشجون. ولكنها في النهاية ذكرى باقية في نفوسنا، غير اني لا أتفق مع الناس الذين يظلون سجناء هذا الحب رافضين ما عداه ظنا منهم أن السعادة لا تتحقق من دونهم. وهذا اعتقاد خاطئ لاننا لا نعرف المجهول، ولا نعرف مع من سنجد السعادة التي نبحث عنها».
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى